الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

بين النَّسخ والبَداء



يقول الأستاذ أحمد أمين رحمه الله في كتابه "ضحى الإسلام":




"واجه اليهود كثيراً من المسائل، وبحثوا عنها، واختلفوا فيها؛ فقد بحثوا في النسخ، وقالوا إن الشريعة لا تكون إلا واحدة، وقد بدأت بموسى وتمت به، فلا يجوز النسخ لأن النسخ في الأوامر بَداء ولا يجوز البَداء على الله.

وتكلموا في التشبيه؛ لأنهم وجدوا التوراة مملوءة بألفاظ تشعر بالتشبيه مثل الصورة والمشافهة، والتكلم جهراً، والنزول على طور سيناء، والاستواء على العرش، وجواز الرؤية.

وتعرضوا للرجعة أي رجوع بعض الأفراد إلى الحياة بعد الموت، وجاءهم ذلك من أن عزيراً أماته الله مائة عام ثم بعثه. وقالوا إنه مات وسيرجع، وقال بعضهم غاب وسيرجع.

وهذه الأقوال والخلافات كلها تسربت إلى المسلمين عمن أسلم من اليهود، فرأينا المسلمين يبحثون في جواز النسخ في القرآن، كما بحث اليهود في نسخ التوراة. 

ويذهب جمهور المسلمين إلى جواز نسخ الحكم دون النص، وإلى أن ذلك وقع فعلا، ويخالف في وقوعه أبو مسلم الأصفهاني. ونرى المسلمين في كتب أصول الفقه عند الكلام على النسخ  يناقشون اليهود في رأيهم، يجادلونهم ويردون عليهم. مما يؤيد وجهة نظرنا في أن اليهود هم السبب في إثارة هذه المسألة، ورأينا بعض الشيعة يرى البَداء الذي أنكره اليهود. 

  وكان مما فعله المفسرون للقرآن الكريم أنهم أخذوا ما في التوراة وشروحها، والأخبار التي رويت حولها، ووضعوها تفسيرًا لآيات القرآن الكريم. وهكذا فعلوا في كل ما ورد في القرآن من قصص وردت في التوراة. 

ولم يكن كل هؤلاء اليهود علماء باليهودية مدققين، بل كان منهم عوام يعرفون كما يقول ابن خلدون ما تعرفه العامة من أهل الكتاب، وتساهل المفسرون في مثل ذلك، وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات.

فترى من هذا أن كثيرا من المسائل الكلامية وغيرها، كان منبعها اليهود، وأنها قيلت على مثال ما قالوا. وحق قول رسول الله: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن."

وما زالت هذه الإسرائيليات تكثر وتنمو، حتى امتلأت بها الكتب؛ أمثال قصص الأنبياء للثعلبي"

إنتهى كلام  أحمد أمين.



وهكذا فإن ممن أنكر النَّسخَ اليهودُ ، وحجتهم في هذا الإنكار: أن النَّسخ يفيد أن الله تعالى بدا له حكم جديد لم يكن قد بدا له من قبل فيرفع به حكماً قديماً، وهذا البَداء لا يجوز في حقه، وبالتالي فلا وجود للنسخ، وهذا قول باطل، وحجتهم في هذا الإنكار داحضة؛ للفرق البيِّن والواضح بين النَّسخ والبَداء.

 
فالبَداء: ظهور الشيء بعد خفائه، ومنه يقال: بدا لنا سور المدينة بعد خفائه، وبدا لنا الأمر الفلاني؛ أي: ظهر بعد خفائه، وإليه الإشارة بقوله تعالى: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]، ﴿ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الأنعام: 28]، ﴿ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا ﴾ [الجاثية: 33].
 
أما النَّسخ فهو رفع حكم شرعي متقدم بدليل شرعي متأخر عنه، وهو لا يستلزم البداء، كما يزعمه اليهود، بل الله تعالى علِم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن كيف إن كان سيكون، فمن أسمائه سبحانه: العليم، ومن صفاته: العلم؛ كما قال تعالى: ﴿ أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 231] وهذه الآية وردت بصيغة من أقوى صيغ العموم؛ فهو سبحانه كما قال عن نفسه: ﴿ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61].
 
فالله تعالى علم أن الحكم المنسوخ يصلح للعباد مدة معينة، وأن الحكم الناسخ هو الذي يصلح لهم في مدة معينة، الكل معلوم لديه سبحانه.
 
والبداء -المستلزم للعلم بعد الجهل والظهور بعد الخفاء - إن جاز في حق المخلوق؛ لقصور علمه، وحجب علم الغيب عنه، فكيف يجوز في حق عالم الغيب والشهادة، الذي كمُل في علمه كما كمُل في ذاته وكل صفاته؟!

والإمام ابن حزم رحمه الله تعالى له كتاب شهير تحت عنوان "الإحكام في أصول الأحكام" وهو كتاب في أصول الفقه يعتبر من أهم مراجع كتب أهل السنة والجماعة في أصول الفقه لما فيه من قوة في الأخذ بالدليل, وكعادة ابن حزم قويُّ الحجة والبرهان، والكتاب من أهم وأثبت كتب أصول الفقة الإسلامي، فهو غني بأدلة الكتاب والسنة، بل إنه كتاب حاول فيه ابن حزم إلزام متطرّفي المذهبية بالرجوع للكتاب والسنة والسلف الصالح.



يقول الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه الشهير :

"فإن قال قائل: ما الفرق بين البَداء والنَّسخ؟

قيل له - وبالله تعالى التوفيق -: الفرق بينهما لائح، وهو أن البَداء أن يأمر بالأمر، والآمِر لا يدري ما يؤول إليه الحال، والنَّسخ: هو أن يأمر بالأمر والآمِر يدري أنه سيحيله في وقت كذا، ولا بد قد سبق ذلك في علمه وحتمه من قضائه، 

فلما كان هذان الوجهان معنيينِ متغايرين مختلفين، وجب ضرورة أن يعلق على كل واحد منها اسمٌ يعبَّر به عنه غيرُ اسم الآخر؛ ليقع التفاهم ويلوح الحق؛ 

فالبَداء ليس من صفات الباري تعالى، ولسنا نعني الباء والدال والألف، وإنما نعني المعنى الذي ذكرنا من أن يأمر بالأمر لا يدري ما عاقبته، فهذا مبعد من الله عز وجل، وسواء سموه نسخًا أو بَداءً أو ما أحبوا، وأما النَّسخ فمن صفات الله تعالى من جهة أفعاله كلها، وهو القضاء بالأمر قد علم أنه سيحيله بعد مدة معلومة عنده عز وجل، كما سبق في علمه تعالى".

إنتهى كلام  إبن حزم.

والله أعلم.

"اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا"



كتب هذا المقال وحرره/ عاطف شوشه


الثلاثاء، 11 أغسطس 2020

للقلب فرصة أخيرة





هي . . . 

تصغرني بسنوات طويلة. تعرفت عليها بصفة رسمية. يومها نظرت إليها فخطر خاطر في قلبي. في اللحظة التالية كنت أتجنب النظر إليها. لكنني في اللحظة الأولى فضحتني عيناي فأنا أعرف مني تلك النظرة التي تكشف عن شئ أقل ما يوصف به أنه الميل الفجائي. 

وتوقعت ما سوف يكون في أيامي المقبلة وكأنني أستقرأ المستقبل وأستسلم له. لم أجزع ولم أخف مما هو آت وكأنه قدر محتوم لا مهرب منه وما أجمل الإستسلام له.

أعرف مني سطوة هذا القلب التي تجبر النظرعلى الإفصاح عن هذا الميل  الغير مبرر زمانه ومكانه. 
لم أجد لي مخرجاً. 
أنا لم أعرف أبداً كيف انزلقت. 
أنتبه لنفسي فأجدني كنت أفكر فيها. 
إذا نمت فلكي أحلم بها. 
إذا استيقظت فلكي أبحث عنها كيف سأراها. 
تأنس روحي إذا كانت قريبة. 
تطمأن نفسي إذا سمعت صوتها من بعيد. 
هي تبادلني شعور خفي بحب التواجد في نفس المكان دائماً. 

إن غابت عن عيني أنتظرها حتى وإن لم يكن هناك موعدٌ ما بيننا حتى وإن كنت أعلم أنها لن تجئ. فأنا أحب أن أنتظرها وحسب.

عندما أراها أحكي لها كل مامر بي وأنا بعيدٌ عنها وكأنني أعتذر لها عن كل اللحظات التي مرت بي وأنا أتنفس هواءاً ليس ممزوجاً بأنفاسها.





عندما أدخل مكاناً أبحث عنها بعيني في كل الأرجاء ولا يستقر لي نظر ولا يسر لي خاطر حتى تراها عيناي ويجدها قلبي فيمتد حبل خفي من الشوق بيني وبينها حتى وإن كانت لا تراني فأنا متيقن أنها الآن تحس بي وتطمئن بوجودي وإن لم تكن تراني.

"ومن الشوق رسولٌ بيننا ونديمٌ قدم الكأس لنا"

أحس أنني قد صرت شفافاً عاري الأحاسيس حتى صار كل من حولنا يرى ما بداخلي من شدة ما ألم بي من الشجن والشوق الذي يلفنا ويدور حولنا في دوامة رقيقة تعصف بنا في رفق شديد.


تبادلني نظرات رقيقة ليس لها إلا معنىً واحداً أعرفه وأفهمه جيداً. أنظر إلى عينيها فأجدني في أعمق أعماقهما. لم يقل أحدنا كلمة تفصح عن أي مشاعر من أي نوع. هربت كثيراً وانتابني القلق كلما هربت والراحة كلما عدت. صرت أتعمد الهروب حتى صار هروبي ملحوظاً أكثر من تواجدي. 

أحس بنظراتٍ متسائلةٍ من حولنا ماذا يحدث ؟ وكيف يمكن لأي شئ أن يحدث ؟ 

وتسائلني نفسي:

" هل يمكن أن يكون للقلب بعد هذا العمر الطويل فرصة أخيرة ؟" 

ها هو قلبي يعاود الخفقان. 

أنت حيٌ ياقلب لم تمت. 

أنت حي.

أنت حي.

الاثنين، 3 أغسطس 2020

إدعِ لي يا أمي . . .



إدعِ لي يا أمي . . .
أنا أخطو أولى خطواتي يمينك أماني.
أحتاج دعائك يا أمي. 

إدعِ لي يا أمي . . .
أنا ذاهبٌ إلى المدرسة طفلاً خجولاً وحيداً.
أحتاج دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
أنا ذاهبٌ الآن لتأدية الإمتحان الأخير. 
أحتاج دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
أنا أبحث عن عمل في عالمٍ مزدحمٍ بلا رحمة.    
أحتاج دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
أنا أختنق ضاقت علي الأرض هنا بما رحبت.
أحتاج دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
أنا مسافرٌ إلى بلادٍ بعيدةٍ لا أهل لي فيها ولا أحباب. 
أحتاج دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
أنا مريضٌ جداً وضعيفٌ جداً ولا رفيق لي يعينني. 
أحتاج دعائك يا أمي.




إدعِ لي يا أمي . . .
العمل مع الأغراب مؤامرة يدس لي  فيها سم قاتل. 
أحتاج دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
أنا حزينٌ جداً وبائسٌ جداً ويائسٌ جداً. 
أحتاج دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
تقتلني الوحدة والحنين في بلاد الغربة. 
أحتاج  دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
أريد العودة أريد الرجوع  إليكِ يا وطني. 
أحتاج دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
الجميع يأخذون مني كل ما هو لي. 
وحدك يا أمي تعطيني كل شئ. 
أحتاج دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
الجميع يطلبون مني حتى لو كنت لا أملك.
وحدك يا أمي تعطيني ولا تسأليني شيئا.
أحتاج دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
الجميع  يرهقونني ويهلكون سنين عمري.
وحدك يا أمي تدعين لي بالسكينة وطول العمر.
أحتاج دعائك يا أمي.

إدعِ لي يا أمي . . .
عندما ألفظ أنفاسي الأخيرة وأودع الدنيا.
حتماً سأحتاج حينها دعائك يا أمي.

أنتِ يا أمي زهرة عمري وجنتي في الدنيا وفي الآخرة.

إدعِ لي يا أمي . . .




فصل من كتاب البداية والنهاية



يعد كتاب البداية والنهاية من أهم كتب ابن كثير ويعتبر من أفضل الموسوعات التاريخية التي تسرد أحداث التاريخ منذ بداية الخليقة حتى العصر العباسي الثاني.

يبدأ ابن كثير كتابه ببداية خلق السماوات والأرض والملائكة إلى خلق آدم، ثم يتطرق إلى قصص الأنبياء مختصراً ثم التفصيل في الأحداث التاريخية منذ مبعث النبي محمد حتى سنة 768 هـ بطريقة التبويب على السنوات. وتبدأ السنة بقوله "ثم دخلت سنة.." ثم يسرد الأحداث التاريخية فيها ثم يذكر أبرز من توفوا في هذه السنة. أما جزء النهاية ففيه علامات الساعة لغاية يوم الحساب بالتفصيل.

قال ابن كثير عن كتابه : «" فهذا الكتاب أذكر فيه بعون الله وحسن توفيقه ما يسره الله تعالى بحوله وقوته من ذكر مبدأ المخلوقات: من خلق العرش والكرسي والسماوات، والأرضين ...، وقصص النبيين ... ، حتى تنتهي النبوة إلى أيام نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه ...... ثم نذكر ما بعد ذلك إلى زماننا، ونذكر الفتن والملاحم وأشراط الساعة. ثم البعث والنشور وأهوال القيامة.... وما ورد في ذلك من الكتاب والسنة والآثار والأخبار المنقولة المعقولة عند العلماء وورثة الأنبياء..."» فكان الكتاب بحق المرآة الصادقة، والمرجع الأصيل لأهل هذا الفن.

وهذا الفصل من كتاب البداية والنهاية هو من سنة خمس وأربعمائة حتى نهاية سنة خمس عشرة وأربعمائة وفيه يروي ابن كثير الأحداث التالية التي حدثت في مصر نوردها هنا لطرافتها.

الحاكم بأمر الله

فيها منع الحاكم صاحب مصر النساء من الخروج من منازلهن أو أن يطلعن فوق الأسطح أو من الطاقات ومنع الخفافين (أي صناع الأحذية) من عمل الخفاف لهن ومنعهن من الخروج إلى الحمامات. 

وقتل خلقاً من النساء على مخالفته في ذلك وهدم بعض الحمامات عليهن وجهز نساء عجائز كثيرة يستعلمن أحوال النساء لمن يَعشِقن أو يُعشَقن بأسمائهن وأسماء من يتعرض لهن فمن وجد منهن كذلك أطفأها وأهلكها. 

ثم إنه أكثر من الدوران بنفسه ليلاً ونهاراً في البلد في طلب ذلك وغرق خلقاً من الرجال والنساء والصبيان ممن يطلع على فسقهم فضاق الحال واشتد على النساء وعلى الفساق ذلك ولم يتمكن أحد منهن أن يصل إلى أحد إلا نادراً. 
حتى أن امرأةً  كانت عاشقةً لرجلٍ عشقاً قوياً كادت أن تهلك بسببه لما حيل بينها وبينه فوقفت لقاضي القضاة وهو " مالك بن سعد الفارقي " وحلفته بحق الحاكم لما وقف لها واستمع كلامها فرحمها فوقف لها فبكت إليه بكاءاً شديداً مكراً وحيلةً وخداعاً وقالت له أيها القاضي إن لي أخاً ليس لي غيره وهو في " السياق "  وإني أسألك بحق الحاكم عليك لما أوصلتني إلى منزله لأنظر إليه قبل أن يفارق الدنيا وأجرك على الله فرق لها القاضي رقة شديدة وأمر رجلين كانا معه يكونان معها حتى يبلغانها إلى المنزل الذي تريده. 

فأغلقت المرأة باب بيتها وأعطت المفتاح لجارتها وذهبت معهما حتى وصلت إلى منزل معشوقها فطرقت الباب ودخلت وقالت لهما اذهبا هذا منزله فاذا رجل كانت تهواه وتحبه ويهواها ويحبها فقال لها كيف قدرت على الوصول إلي فأخبرته بما احتالت به من الحيلة على القاضي فأعجبه ذلك من مكرها وحيلتها. 

وجاء زوجها من آخر النهار فوجد بابه مغلقاً وليس في بيته أحد فسأل الجيران عن أمرها فذكرت له جارتها ما صنعت فاستغاث على القاضي وذهب إليه وقال له ما أريد امراتي إلا منك الساعة وإلا عرفت الحاكم فإن امراتي ليس لها أخ بالكلية وإنما ذهبت إلى معشوقها فخاف القاضي من معرة هذا الأمر فركب إلى الحاكم وبكى بين يديه فسأله عن شأنه فأخبره بما اتفق له من الأمر مع المرأة. 

فأرسل الحاكم مع ذينك الرجلين من يحضر المرأة والرجل جميعا على أي حال كانا عليه فوجدهما متعانقين سكارى فسألهما الحاكم عن أمرهما فأخذا يعتذران بما لايجدي شيئا فأمر بتحريق المرأة في بادية وضرب الرجل ضرباً مبرحاً حتى أتلفه ثم ازداد احتياطاً وشدة على النساء حتى جعلهن في أضيق من جحر ضب. 

و لا زال هذا دأبه حتى مات ذكره ابن الجوزي.