الثلاثاء، 17 مايو 2016

ما حال النساء في الجنه ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

إعلم أنه إذا عرضت لك مسألة في دينك ثم إجتهدت في البحث عنها في كل المصادر المعتبرة. وإجتهدت كذلك في سؤال كل من له صلة بمسألتك من أهل الثقة والعلم الخالص لوجه الله تعالى. ثم  كانت الإجابة التي إستخلصتها بعد ذلك الجهد المضني كله غير مقنعة ولا تتوافق مع المنطق الصحيح فكن على يقين من أن الدين برئ كل البراءة من هذه الإجابة. وأن الدين حق ولا يتنافى مع المنطق العقلي الذى وهبنا الله إياه لنتمكن من الحكم على الأمور بطريقة صحيحة حتى يكون حسابه لنا بعد علم وفهم فيكون الجزاء عادلاً.




خطرت لي هذه الخاطرة وأنا أبحث عن "حال النساء في الجنة" وقد دفعني إلى هذا السؤال يقيني بعدل الله سبحانه وتعالى. فإن كان كل النعيم في الجنة ما علمنا منه وما لم نعلم وعد الله به الرجال والنساء على حد سواء فقد بقيت هناك نعمة واحدة لم يتساوى فيها الرجال والنساء. وتأدباً مع الله العدل سبحانه وتعالى نصحح العبارة السابقة ونقول أننا نعتقد أن هناك نعمة واحدة لم يتساوى فيها الرجال والنساء في الجنة. والفرق بين العبارتين أن الأولى فيها إقرار نهائي بعدم التساوي أما الثانية فتحيل عدم التساوي إلى القصور الذي تفرضه علينا طبيعتنا البشرية من العجز عن الفهم التام لمراد الله في كل الأمور.

هذه النعمة محل الإختلاف هي نعمة الزواج في الجنة. والغريب أنها أيضاً ولسبب لا يعلمه إلا الله محل إختلاف في الدنيا. والمقصود هنا بنعمة الزواج في الجنة هو ما أقره القرآن عن تمتع الرجال في الجنة بأعداد يصعب حصرها من الحور العين جزاءاً للرجل على أعمال وعبادات لم يؤمر بها وحده دون المرأة فلماذا يكون له هذا الجزاء دونها؟

هل للمرأة في الجنة حور عين من الرجال؟ لا .. لم يذكر القرآن لنا هذا صراحة أو مجازاً.

هل للمرأة إذن نعمة أخرى أختصت بها تعادل هذه النعمة؟ لا .. لم يذكر هذا أيضاً في القرآن.


وإذا إستعرضنا رأي علماء المسلمين في هذا الأمر نجدهم يستنكرون أصلاً على المرأة أن تسأل مثل هذه الأسئلة لأن حياءها يجب أن يمنعها من أن تخوض في مثل هذه الأمور. وإن كان الأمر كذلك فأين حياء الرجل؟ أم أن الرجل مقبول في الإسلام بدون حياء؟

بل أن أحدهم يقول: "وينبغي للمرأة أن لا تشغل بالها بكثرة الأسئلة والتنقيب عن تفصيلات دخولها للجنة : ماذا سيعمل بها ؟ أين ستذهب ؟ إلى آخر أسئلتها .. وكأنها قادمة إلى صحراء مهلكة !"

أما الرجل فليس هناك مانعاً يمنعه من أن يكون هذا هو شغله الوحيد والأوحد في هذه الدنيا فيترك كل ما فيها ويسعى إلى قتل نفسه في زي شهيد حتى ينعم بالحور العين في الجنة.

ويقولون أيضاً أنه يكفيها أنها ستعود بكراً في الجنة وأنها سوف تكون أجمل من الحور العين. والأهم من ذلك كله أنها ستعود زوجة لآخر زوج كان لها في الدنيا. وهنا نسأل لماذا لا يكفي الرجل أيضاً في الجنة أن تعود له زوجته في الدنيا وخاصة أنها سوف تكون على درجة كبيرة من الجمال والكمال؟ ولماذا يستمتع الرجل بتعدد الزوجات في الدنيا وفي الآخرة؟

وهنا يجب علينا أن نمتنع عن سؤال من لا يتورعون عن الإجابة عن جميع الأسئلة التي تعرض عليهم حتى وهم يدركون أن إجاباتهم قد تكون غير منطقية وأنها قد تبعد الناس عن الدين أكثر مما تقربهم إليه.


والإجابة على هذا السؤال سهلة وبسيطة وأنا لا أدعي فيها العلم ولكن أدعي فيها المنطق.

وقد ذكرت تلك الإجابة في المقدمة وهي "القصور الذي تفرضه علينا طبيعتنا البشرية من العجز عن الفهم التام لمراد الله في كل الأمور". فإننا بالقطع لا نفهم إرادة الله عز وجل في كل الأمور وكيف يحقق العدل بين الناس في الدنيا وفي الآخرة.

ولكننا لا يمنعنا هذا القصور من الإيمان بعدل الله سبحانه وتعالى. ولنا أيضاً أن نمتنع عن محاولات الفهم الكامل لكل ما أمرنا الله به مع الحرص التام على العمل به.




كتب هذا المقال/ عاطف شوشه






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق