الخميس، 20 فبراير 2020

إنتهى عصر الإسلام . . . .


بوفاة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام " إنتهى عصر الإسلام . . . . "



خبر يقول أن أحد شيوخ الأوقاف طالب الأزهر بالإعتذار لدول العالم عما يسمى "الفتوحات الإسلامية "والتي أطلق عليها "الفتوحات السياسية". وقال "إن الشيخ محمود شلتوت فى كتاب (الإسلام عقيدة وشريعة) أنكر الفتوحات، وقال إن الحرب في الإسلام  دفاعية فقط وليست هجومية، فما هو موجود فى كتب التراث بما يسمى (جهاد الطلب) باطل باطل، وللأسف هو الموجود فى عقول كل تيارات الإسلام السياسى والتنظيمات الإرهابية المسلحة التى تحلم بالسبايا والغنائم".

وواصل الشيخ زارع - وهذا هو إسمه -: «رسولنا لم يدخل البلاد بل كان يكتفى بإرسال رسائل سلمية للملوك، وأسأل كل مؤيدى الفتوحات: (أترضاه لأمك أو لأختك؟).. ضع نفسك فى نفس المكان وتخيل أنك ولدت غير مسلم، فهل ترضى أن يعتدى عليك آخر ويخيرك بين الإسلام والجزية والقتال، وإذا انتصر عليك يأخذ نساءك سبايا كما تقول كتب الفقه والتراث».

وتذكرت على الفور المقولات التي يذكرها بعض الباحثين الإسلاميين والتي لاقت كتاباتهم هجوماً شديداً ومؤداها أن السيرة النبوية التي كتبها ابن اسحق في عهد بني أمية كتبها لإرضاء الخلفاء وأهداها لهم. والمعنى وراء ذلك كما أفهمه أنا هو أن ابن إسحق أعاد صياغة السيرة النبوية بما يبرر أفعال هؤلاء الخلفاء سواءاً الحسن منها أوالسيئ ويصورها على أنها مطابقة لما كان يفعله الرسول. أي أنه كتب السيرة النبوية لتتماشى مع ما يفعله هؤلاء لا كما حدثت بالفعل. وبمعنى أدق أنه إتخذ سيرة خلفاء بني أمية أصلاً وكتب سيرة الرسول على مثالها. 

وكنت قد أرسلت هذا الخبر لمجموعة من الأصدقاء كما هو وبدون أي تعليق من ناحيتي. وكان أن طلب مني أحدهم أن أبدي رأيي الشخصي في هذا الخبر وكان واضحاً جداً مدى إستيائه وإنكاره للخبر من الطريقة التي طلب مني بها التعليق. فكان ردي مقتضباً جداً:

"بوفاة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام " إنتهى عصر الإسلام . . . . " . 

ولما لم يلحظ أحد أن العبارة ناقصة وبدأوا بانتقادها وأنا معها طبعاً. أرسلت لهم الرسالة التالية لكي أبرأ ذمتي أمام الله:


بوفاة سيدنا محمد إنقطع وحي السماء الذي كان يتنزل من يوم أهبط آدم إلى الأرض؛ فانقطع بموته صلى الله عليه وسلم.

بوفاة سيدنا محمد إنتهى عهد الإتصال والوصال بالسماء.

قال صلى الله عليه وسلم : " إ ذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي؛ فإنّها أعظم المصائب ".

 قال القرطبي : "وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة ؛ انقطع الوحي، وماتت النبوَّة، وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب وغير ذلك، وكان أول انقطاع الخير، وأول نقصانه".

قبل وفاة الرسول إكتمل الدين الإسلامي بجميع تفصيلاته في جميع مناحي الحياة ولقد أيقن الرسول والصحابة من حوله أنه بهذا الإكتمال تنتهي مهمة الرسول الكريم وبانتهاء مهمته يحين وقت رحيله بعد أن وضع قواعد هذا الدين وأرساها كالجبال في نفوس صحابته.

بوفاة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام " إنتهى عصر الإسلام . . . . ". عبارة قصدت أن أكتبها غير مكتملة وانا أعرف ماقد يأتي بعدها من ردود فعلٍ مُنكِرةً لها ولي. وأكاد أجزم أن البعض قد إتهمني فيما بينه وبين نفسه بالنقص في ديني وحمد الله كذلك – وحمد الله واجب في كل حين- على أنه حفظ عليه دينه ولم يفتنه. 

والبعض قام بالرد مستعيذاً بالله من الشيطان الرجيم ومؤكداً أننا بهذا الذي كتبته قد وصلنا إلى آخر الزمان ولم يبق لنا إلا أن ننتظر المسيح الدجال كي تقوم الساعة ويحاسب كلٌ منا على ما قد كتبه وما اعتقده. والبعض لم يستطع الرد أو لم تسعفه الكلمات المناسبة فاكتفى بالتأمين على من قام بالرد كتابة فأحسن الرد نيابة عنه وعن الآخرين الذين إلتزموا الصمت سائلين الله العافية في دينهم.

بوفاة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام " إنتهى عصر الإسلام . . . . " عبارة يجب علي أن أكملها إضطراراً وليس إختياراً فمن بدأ كان لزاماً عليه أن يتم. وليس إكمالها يجئ من باب الدفاع عن النفس أو الإستبراء للدين أمام الشهود ولكن للأمانة وإزالة اللبس الذي قد يكون حدث عند البعض بسبب ما كتبته.

بوفاة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام " إنتهى عصر الإسلام وبدأ عصر المسلمين " هذه هي العبارة كاملة.

نعم بوفاة سيدنا محمد إنتهى عصر الإسلام باكتماله وتمامه. إنتهى عصركل ما هو سماوي وبدأ عصركل ماهو بشري. إنتهى عصرنزول الأوامر والنواهي نهاية قطعية. إنتهى عصر التحريم والتحليل فكل شئ حلال إلا ما حرمه الله. لم يعد فينا رسول الله ليحكم يننا أو ليستغفر لنا مما قد نقع فيه من الزلات. لم يعد الرسول بيننا مسئولاً عن أفعالنا يصحح لنا ما إعوج منها.

كل ما بعد وفاة الرسول هو ليس مسئولاً عنه. كذب عليه من كذب وصدق من صدق. أحسن من أحسن وأساء من أساء.

كل ما بعد وفاة الرسول هو من عمل المسلمين وليس من خبر السماء ووحيها. كل ما بعد وفاة الرسول هو عمل بشري محض إذا كان حسناً فلن يزيد في دين الله شيئاً وإن كان غير ذلك فلن ينقص من دين الله شيئاً. كل ما بعد وفاة الرسول من أفعال وأقوال هي غير معصومةٍ يمكننا نقضها أو العمل بها ولا حرج علينا في ذلك.

يجب علينا في كل وقت وحين ألا نخلط بين الإسلام كدين سماوي حفظه الله وبين المسلمين كبشر يخطئون ويصيبون وألا نحكم على الدين من خلال أعمال المسلمين فنبكي ونتباكى على الدين إذا أساء المسلمون ونفرح لهذا الدين إذا أحسن المسلمون.
يقول أنس رضي الله عنه: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، فلمّا كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كلَّ شيء، وما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


عاطف شوشه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق