الأربعاء، 13 يناير 2016

إسلام بحيري - عوده للموضوع السابق

من طه حسين إلى إسلام بحيرى اغتيال الأفكار بتهمة ازدراء الأديان



استعمل خصوم إسلام ضده نفس المنطق والأسلوب الذي حذر هو منه بشدة وعزا إليه الحالة المزرية التي وصل إليها تعامل المسلمين مع دينهم من جمود في التفسير بل وسوء فهم أيضاً سواءاً العامة منهم أو العلماء كلهم يستوون في ذلك. هذا الأسلوب هو "الإجتزاء" أو "الإستقطاع".
  •  " المسلمون استقطعوا الآيات من سياقها واستخدموها لتكفير بعضهم البعض".
  •  " الآيات القرانية المنزوعة من سياقها شكلت أساس الفكر الوهابي المتطرف وخلقت نظرية الفرقة الناجية التي دمرت المجتمع الإسلامي".
  • "المفسرون والفقهاء انتزعوا آيات الربا من سياقها القرآنى لينزلوا اللعنات على المقترض المحتاج وينذرونه بحرب من الله ورسوله "

 والكلام أعلاه من مقالة طويلة لإسلام تحت عنوان "السياق في القرآن" نشرت في جريدة اليوم السابع عام 2009. 

ويكفيني هنا للتأكيد على جدية إسلام وقوة منطقه الإستدلال بالحلقة التليفزيونية التي جمع فيها المذيع "خيري رمضان" إسلام مع كل من "الحبيب الجفري" و "أسامه أزهري". وأود أن أشير بل وأؤكد على أن كثيراً ممن تابعوا هذه الحلقة لم يكونوا من متابعي حلقات إسلام أصلاً بأي حال من الأحوال على مدار سنوات سابقة لهذه الحلقة ولكنهم حرصوا على متابعتها كنوع من التلخيص السريع لما أثير عن برنامج إسلام وهم الذين قصر بهم الجهد عن متابعته في حينه فجاءت متابعتهم من باب "لعلنا نتبع السحرة إن كانو هم الغالبون". حتى الشيخين ضيوف الحلقة اتضح أنهم لم يكونوا من المتابعين بحق لحلقات إسلام.

دخل الشيخين إلى الحلقة وعلى وجههما "ابتسامة المنتصر سابقاً" وخرجا منها أيضاً بابتسامة ولكنها "ابتسامة المهزوم لاحقاً".

استمرت الحلقة على مدارها في اجتزاء أو استقطاع مقتطفات من حلقات لبرنامج إسلام مثيرة جداً للجدل وللشك في دين إسلام نفسه. ولا أدري كيف قبل إسلام هذا الأسلوب في إدارة الحلقة وهو الذي حذرنا من خطورة الإستقطاع و الإجتزاء. ولعله لم يجد سبيلاً غير هذا بعد أن اشتد الهجوم عليه بل وهدد بالقتل ناهيك عن السب واتهامه بالخروج عن الدين والإتهامات الأخرى التي كيلت له.
أسوق هنا مثالاً واحداً من الحلقة أدلل به على صدق الرجل ومنطقه والحلقة كاملة متاحة لكل من يريد مشاهدتها.
عرض إسلام على الضيفين إحدى فتاوى ابن تيميه والتي مفادها أن بعض الأشخاص اشتكوا له أن هناك شخصاً يصلي في المسجد معهم ولكنه يرفع صوته بنية الصلاة وقد نهوه عن ذلك مراراً وتكراراً ولكنه مصر على فعلته وكانت فتوى ابن تيميه " يستتاب فإن لم يتب عن هذه الفعلة يقتل" وكان تعليق الحبيب على هذه الفتوى عاماً وهروباً من التعقيب المباشر "إذا استثنينا من فتاوى ابن تيميه كذا وكذا نجد أمامنا فقيه محترم ذو فكر ...." والسؤال المهم هنا هو من الذي حذر أو يحذر قراء ابن تيميه من الشباب والذين اصبحت مثل هذه الكتب سهلة التداول فيما بينهم أقول من الذي يحذرهم أو حتى يلفت انتباههم الى عدم قراءة بعض هذه الفتاوى أو خطورة الإعتقاد بها أو بمعنى آخر من الذي ينتقي لهم من بين ثنايا هذه الكتب ما يقرأونه ويعتقدون به وما لا يصح الإعتقاد به وإن قرأوه. لا أحد طبعاً فيما أعتقد أو أرى . وإذا كان ابن تيمية يفتي بقتل رجل يصلي فما بالك بمن لايصلي أو غير المسلمين.

وقرب نهاية الحلقة عرض المذيع استقطاعاً آخر من إحدى حلقات إسلام وفي نهاية المقطع سأل الحبيب عن رأيه وهنا تظاهر الحبيب بانشغاله بجهاز اللابتوب الخاص به واعتذر عن الإجابة لأنه لم يِشاهد المقطع جيداً ودعا الشيخ أسامه لأن يعلق بدلاً منه فارتبك الشيخ أسامه ولكنه أنقذ الموقف.

في تقديري الشخصي خرج إسلام من هذه الحلقة منتصراً بكل معاني كلمة الإنتصار ويكفيه شجاعته وقبوله المناظرة العلنية مع شيخين لهما من الشهرة والصيت ما لهما.

وأكرر هنا مقولة إسلام "لن نعود ابداً كما كنا قبل برنامج إسلام" شاء من شاء وأنكر من أنكر فقد فتح لنا إسلام باباً من الفكر الإسلامي ليس فقط لم يكن موجوداً من قبل ولكنه أيضاً لن يغلق أبداً.

فرج الله كربة إسلام.

 رابط مقال "السياق في القرآن": http://www.youm7.com/story/0000/0/0/-/60063#.VpbPTrZ97Gg

https://www.youtube.com/watch?v=ufswELr22og (رابظ المناظرة)




كتب المقال وحرره: عاطف أبو شوشه



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق