السبت، 9 يناير 2016

مرثية حي



لمَّا حلَّت ِمئزرها 
كشفت عن ساتر أحلامي
بزغت قمراً يتنازع أيامي
لما أطفئَ مصباح 
وأضاء شعاعٌ أصفر
الشوق بقلبيَّ صاح 
 ورأيتني ملاحاً أعسر
ينشر فوق الصدر شراعاً 
 في جوف الظلمة يبحر





حُلمُكِ كان يواتيني 
 ناقوساً في قلب الليل
فمضيت أجافي النوم 
 حتى لا يدركني بحر الميل
لما دار الخمر على الندماء 
 أبيت الكأس
لما أصابني ظمأ الجبناء 
 فضلت اليأس
لم أنزل يوماً قاع النهر 
 لم يمسسني طين العهر
لكن ... 
 لمَّا وسَدَتُ القلب بكفيها
 ضعتُ و ضاع العمر



لما لفت حول القمر ذراعيها 
 وانحدرت دمعاتٌ من عينيها
انتفضت في نفسي الذكرى 
 قالت شفتاها كلماتٌ حيرى
هل تخذل أنواريَ كي ترضى ؟




لما أرخت فوق القمر ستاراً 
حجبت عن أفقيَ أنواراَ
 غامت في عينيَ أضواء
عميت في ذهنيَ أنباء
 سقطت من كفيَ أشياء
تاهت في ليلي نجمات 
 دوت في سمعيَ آهات
 الطفل بداخلي
 أنَّ ومات

أبحث عن ذاتي في ذاتي 
 تنكرني حتى المرآه
أبحث عن ثوبي البالي
 يُسعِدُني أني ألقاه
كم أبدو سخيفاً في أبهى أثوابي 
و كأني أتسوَّل أيامي المنسيه
يُسلمني جلاد الزيفِ لخاتمتي
تُزهق روحي ذكرى الأمسيه
فأقول وداعاً لبراءةِ عمرٍ

أمهلني حتى أكتب مرثيه




شعر: عاطف أبو شوشه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق