السبت، 9 يناير 2016

إسلام بحيري ... اللهم فرج كربته .. اللهم فرج كربته




أحزنني بل وآلمني كثيراً خبر إيداع الباحث "إسلام البحيري" السجن بتهمة أصبحت رخيصة جداً بل وأصبحت مبتذلة أيضاً وهي تهمة ازدراء الأديان.




وقد فضلت وصف إسلام بالباحث لما تحمله الكلمة من معاني تغافل عنها الكثير. فالكلمة تعني في مضمونها الإطلاع بل وغزارة الإطلاع على كل ما كتب أو مس موضوع البحث مما له أهمية أو اتصف بجدية وإيجابية.

الكلمة تعني أيضاً أن ما جاء في البحث ليس تقريرياً أي أنه ليس الفصل في القضية محل البحث وأنه ليس ملزماً لأحد. فالبحث يظل بحثاً حتى يٌتفق عليه.



وقد تتبعت كثيراً من حلقات برنامجه ووجدت أنه فعلاً يبغي المصلحة العامة التي يود الكثيرين طمسها وصرف الناس عنها بل وحتى إرهاب كل من تحدثه نفسه بالخوض في  أي مواضيع مشابهه.



وليس إسلام البحيري هو أول من تكلم بهذا المنطق أو تحدث به وهو "نقد الموروث الديني" و ربط هذا الموروث بالأحداث والوقائع التاريخية فكثيراً ما كتبت الكتب وخاصة الدينية منها لأغراض قد نعلمها وقد لا نعلمها. ومن أهم هذه الأغراض وأشهرها وأكثفها ومما يجدر بنا أن تتجه شكوكنا إليه قبل غيره هو إرضاء الحاكم حتى ولو كان جائراً وتبرير أفعاله وقرارته التي تخالف الشريعة بالضرورة. لأنها إن لم تكن كذلك ما احتاجت إلى تبرير أودفاع عنها وليس الصحيح من الشرع بخافٍ عن جُل المتدينين.



وأود أن أقرر هنا أن هناك شيئين خطيرين هما من أهم عناصر تكوين الوجدان الشعبي القومي قد تم تزويرهما عن قصدٍ واحتراف وهما التاريخ والدين وأنا على استعداد لأن أتحدى كل من ينكر ذلك. وأسوق هنا مثالاً واحداً أستشهد فيه بشخصي على تزوير الدين وإفساد الشريعة من قبل المتخصصين والمسؤلين ممن نحسبهم أمناءاً علينا وعلى وطننا. فأنا مازلت أذكر وكأنني أرى أمامي الآن كتاب الدين الذي كان يدرس لنا في المرحلة الإبتدائية وأذكر عنوناً لأحد الدروس التي علقت في ذهني حتى الآن وهو "الإشتراكية في الإسلام" وكيف استحضر مؤلف هذا الدرس من الإثباتات والبراهين مما يقنع القارئ بأن الإسلام هو أول دين دعى للإشتراكية وليس كارل ماركس أو لينين وأن نبينا هو أول إشتراكيٌ عرفه التاريخ.



كما قلت ليس إسلام البحيري هو أول من نقد الموروث الديني فهناك وليس بعيداً عنا الكاتب الإسلامي "أ. جمال البنا" رحمه الله. ويكفي أن نقرأ بعض كتبه مثل "جناية قبيلة حدثنا" والذي شرح فيه كيف وضعت آلآف الأحاديث عن النبي محمد وأن من وضعوا معظم هذه الأحاديث لم يكونوا من أعداء الإسلام ولكنهم ممن شهد لهم بالتفقه في الدين وكان بعضهم من علماء المسلمين.



والكتاب الثاني هو "تفسير القرآن بين القدامى والمحدثين" والذي انتقد فيه كل تفاسير القرآن المعروفة من قديم وحتى وصل إلى الشيخ الشعراوي.



إذن لماذا إسلام البحيري؟ أنا أعتقد أن السبب هو انتشار برنامجه التليفزيوني في عصر الفضائيات ليس إلا وسهولة وصول أفكار أبحاثه لكل من لا يقرأون أولا يجدون المتعة أو الوقت للقراءه. فهو قد درس وبحث وقرأ وأعد وأذاع ما لا يجرأ غيره على فعله مع علمه بخطورة تبعات عمله. 



هناك نوعين خطيرين جداً من الإرهاب الفكري الذي هو أخطر من الإرهاب الجسدي المتمثل في القتل أو التعذيب هذان النوعان هما اتهام الرجل في شرفه أو في دينه واتهام الرجل في شرفه قد يُنسى وينقضي ولكن اتهامه في دينه هو الأبقى والأمر وقد تعرض إسلام للإرهاب الفكري وهاهو يتعرض الآن للإرهاب الجسدي فاللهم فرج كربته .. اللهم فرج كربته.



للموضوع بقيه.







كتب المقال وحرره: عاطف أبو شوشه

https://www.blogger.com/blogger.g?blogID=2588770936823731139#editor/target=post;postID=1372866245849615605;onPublishedMenu=allposts;onClosedMenu=allposts;postNum=29;src=link











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق