الجمعة، 15 يناير 2016

مولد نبوي شريف


احتفلنا نحن المسلمون منذ بضعة أسابيع بالمولد النبوي الشريف. وكان الإحتفال هذا العام بالنسبة لي مميزاً جداً لسببين يستحقا الذكر. والسببين مرتبطين بمكان واحد أصبحت أحبه وأداوم على الذهاب إليه وهو مسجد زاوية التجار.




السبب الأول لتميز الإحتفال بالمولد هذا العام هو وأنه بعد أعوام طويلة قضيتها هنا قريباً من الحرم المكي لم أسمع في خطبة الجمعة في ذكرى الإحتفال بالمولد النبوي الشريف ما كنت دوماً أسمعه وما كنت متأهباً هذا العام لسماعه أيضاً وهو بدعة الإحتفال بالمولد.

ذلك لأن إمام المسجد الذي انتقلت لصلاة الجمعة فيه وهو من أهل هذه البلاد قال في خطبته وكله دعوة صادقة "دعونا نتفق ولا نختلف. دعونا نتفق على حب رسول الله سواءاً منا من يحتفل أو من لا يحتفل بمولده. فكلا الفريقين يدافع عن عقيدته حباً في رسول الله." وساق لنا حديثاً سمعته لأول مرة يدافع به عن عقيدة المحتفلين وهو أن النبي سُأل عن سبب صومه يوم الأثنين فقال "هذا يومٌ وُلدت فيه" فكان هو نفسه أول من عظم يوم ولادته. فما أقرب عقيدة أهل الحجاز من عقيدة أهل الكنانة. فلن أشعر بعد ذلك بالإستياء ممن لا يحتفلون فهم أيضاً مثلي يحبون النبي ولكن على عقيدتهم. والحمد لله الذي جعل لنا في الإتفاق على محبة رسوله سعادة في الدنيا والآخرة. 


أما السبب الثاني الذي جعل الإحتفال هذا العام مميزاً هو أن الخطيب عرض علينا ملخصاً لكتابٍ أكثر من رائع إسمه "نبيي" وشرح لنا لماذا سمى المؤلف كتابه نبيي. فالغرض من الكتاب الصغير الأنيق هو أن يكون لكل منا أسبابه الخاصة به والتي يستشعرها عندما يقول محمد نبيي. فهناك من يحب النبي لصفاته البشرية العالية رغم أنه نبي. وهناك من يحبه لأنه غير مجرى تاريخ البشرية وهكذا. المهم هو أنك عندما تقول محمد نبيي يحضر في وجدانك هذا الشعور بالحب الداخلي لأسبابك الخاصة بك أنت وكأنه نبيك أنت وحدك. 
وحتى يكتمل السبب الثاني اكتمالاً كاكتمال البدر تم توزيع نسخ مجانية من الكتاب علينا عند خروجنا من المسجد. وهذا يوم تغمرني فيه السعادة يوم أن أقتني كتاباً جديداً.

"وكان قلب النبي منشغلاً دائماً بمواصلة الترقي لا بمقاومة التدلي" والكلام للشيخ الغزالي في إحدى فقرات الكتاب. واتفق هذا بسرعة في خاطري من أن النبي كان يستغفر في المجلس الواحد أكثر من مائة مره ومع ما قرأته في غير كتاب من تفسير السالكين والعارفين لاستغفار النبي من أنه " كان يرقى مع كل نفسٍ يتنفسه فينظر إلى ما كان عليه حاله قبل الترقي فيستغفر الله مما كان عليه".

حبيبي أنت يارسول الله
حبيبي أنت يارسول الله
حبيبي أنت يارسول الله






كتب المقال وحرره: عاطف أبو شوشه



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق