الخميس، 14 يناير 2016

الصلاة والمصلي



في المقرأة القرآنية إختلف الحضور في معني الصلاة على النبي وأتى كل واحد منهم بإجابة مختلفة والشيخ يعطي لهم الكلمة تباعاًً ويبتسم ويتجاوزني عمداً كأنه يعرف أن الإجابة الصحيحة عندي وأنا أيضاً ابتسم طالباً الكلمة وأخيراً أشار إلي الشيخ فجاوبت بأربع كلمات ساد بعدها الصمت بين الجميع.

فما هوالسبب وراء عدم معرفة الكثيرين بمعنى الصلاة على النبي.
السبب بسيط جداً وذلك لأن كل كلمة في اللغة لها معنيين قد يتفقا ولكنهما كثيراً ما يختلفا.
المعنى الأول للكلمة هو اللغوي الذي نجده في المعاجم مثل مختار الصحاح والقاموس المحيط ولسان العرب.
 أما المعنى الثاني وهو دائماً الأكثر شهرة وغالباً ما يطمس على المعنى الأول هو المعنى الإصطلاحي ويُقصد به ما تعارف عليه أهل الزمان من معنى يحضر مباشرة إلى الأذهان إذا ذكرت الكلمة.

فإذا ذكرت كلمة الصلاة تبادر إلى أذهاننا جميعاً الفروض الخمس وأحكامها وشروطها ونواقضها والآيات والأحاديث الواردة فيها. وهذا هو المعنى الإصطلاحي لكلمة الصلاة.

أما المعنى اللغوي لكلمة الصلاة والذي لا يعرفه الكثيرون والذي طُمس بالمعنى الإصطلاحي  فسبب هذا الإرتباك بين الحاضرين هو "الدعاء " فالصلاة هي الدعاء لذا كانت إجابتي في أربع كلماتك "الصلاة في اللغة هي الدعاء". فنحن عندما نصلي على النبي فإننا ندعو له. وعندما نصلي على الميت فإننا أيضاً ندعو له.


وكان العرب القدامى لا يعرفون الأعداد لذا كانو يطلقون الأسماء المختلفة على كل الأشياء حتى يحددوا ترتيبها اذا توالت وتتابعت. فكان العرب يقيمون سباقات الخيول ولكي يعرفوا ترتيبها كانوا يطلقون عليها الأسماء المختلفة وهي كالتالي:

السابق
المصلي
المسلي
 التالي 
العاطف
المؤمل 
الحظي 
اللطيم 
السكيت
الفسكل وهو القاشور

 فالجواد في الترتييب الأول هو السابق وفي الترتيب الثاني هو المصلي وهكذا حتى المرتبة العاشرة. وهذا هو المعنى اللغوي لكلمة مصلي.

وفي قصيدة مشهورة للمرقش الأكبر وهو شاعر جاهلي:

إن تبتدر غاية يوماً لمكرمة               تلق السوابق منّا والمصلينا

ومن هنا كان اسم كل من يتبع الإمام في الصلاة أو يلي الإمام "مصلي" وهذا هو المعنى الإصطلاحي الذي يتبادر إلى أذهاننا إذا ذكرت كلمة مصلي.

ورحم الله الشيخ الشعراوي الذي كان يفسر لنا القرآن إنطلاقاً من المعنى اللغوي للكلمات أولاً ثم الإصطلاحي ثانياَ.




كتب المقال وحرره: عاطف أبو شوشه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق