السبت، 27 فبراير 2016

لماذا تركت الحصان وحيداً .. محمود درويش





صاعدة إلى السماء 
تحمل في يدها ماءاً 
وفي الأخـرى ناراً


إلى أين انتِ ذاهبةٌ سـيدتـنا ؟
إلى النـار أُطـفـئـهـا بالـمـاء
وإلى الجـنـة أحـرقـها بالنار
كيلا يكون هناك جنة ولا نار

 فيـعـبد الناس ربـهم دون خـوف من النار
ويـعـبد الناس ربهـم دون طمع في الجـنـة
فيـعـبد الناس ربهم  لوجهه الكريم لا أكثر

(رابعة العدوية)


* * * * *




الشعر سلمنا إلى قمرٍ تعلقه أنات
على حديقتها كمرآة
لعشاق بلا أمل وتمضي
في براري نفسها امرأتين لا تتصالحان
هنالك امرأة تعيد الماء للينبوع
وامرأة توقد النار في الغابات



* * * * *



إلى أين تأخذني أبي؟
إلى جهة الريح ياولدي

لماذا تركت الحصان وحيداً؟
لكي يؤنس البيت يا ولدي
فالبيوت تموت إذا غاب سكانها


* * * * *


الأحبة هاجروا
أخذوا المكان وهاجروا
أخذوا الزمان وهاجروا
أخذوا روائحهم عن الفخار
والكلأ الشحيح وهاجروا
أخذوا الكلام وهاجر القلب القتيل 
معهم.

هذه لغتي ومعجزتي. عصا سحري.
حدائق بابلي ومسلتي, وهويتي الأولى,
ومعدني الصقيل
ومقدس العربي في الصحراء
يعبد ما يسيل
من القوافي كالنجوم على عباءته
ويعبد ما يقول.









كتب المقال وحرره: عاطف أبو شوشه

































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق